يعرف منذ فجر التاريخ استخدام الأعمدة في بناء الحضارات وفي واجهات المعابد وداخل المدن وفي تحديد الحدود وفرض السيادة على المناطق المختلفة وهي أحد أهم أنواع العمارة الهندسية المستخدمة منذ فجر التاريخ والتي لا يمكن أن ننسبها إلى حضارة معينة ولكن كل حضارة تاريخية عرفها الإنسان حتى الآن عرفت أهمية استخدام العواميد واليوم نتحدث عن الأعمدة الخارجية المعمارية.
من المثير أنه قد تعددت الأشكال والطرز في بناء وتشييد الأعمدة واستخداماتها على مر التاريخ.
ويشاع أن بداية ظهور الأعمدة مع رغبة الإنسان الأول في تحديد أماكن السيطرة والحدود السيادية ولذلك كان كل إنسان يعطي شكل أو نظام ونقوش محددة للتمييز ما بين العمود الخاص به وبين غيره.
ولذلك ظهرت العديد من الأنواع وتعددت الطرز المستخدمة وتطورت عبر التاريخ.
في البداية لا نعلم على وجه التحديد متى كان استخدام الأعمدة الخارجية المعمارية ولكن تدل الأثار والحفريات على ظهور الأعمدة الخارجية العملاقة في عهد الحضارات السومرية والآشورية والفرعونية واليونانية والاغريقية وقد بدأت من بلاد العراق حسب أغلب الأقاويل.
وتميزت الأعمدة عن بعضها في كل حضارة واكتسبت الطبع الخاص بها مع اختلاف الأقطار – المكان – والثقافات والديانات والمعتقدات.
ينظر البعض إلى العواميد على كونها الحدود البشرية التي حدد بها الإنسان مناطق نفوذه وأن استخدامها ما هو إلا تقليد للجبال البشرية التي تعلن عن سمة وجغرافية المكان وهذا قد يكون صحيحا، ولذلك وعلى الرغم من مرور السنوات إلا أن العناصر المستخدمة في تصاميم العمود لا تتغير كثيرا وإن كانت تتنوع في الهيئة أو المظهر الخارجي فقط.
ولهذا وحتى الآن بقيت الأعمدة مخلصة إلى كل تلك التأثيرات الطبيعية والعناصر المستمدة من الطبيعية.
هناك العديد من التعريفات للعمود ومنها:
⦁ العمود هو كل قطعة يزيد طولها عن عشر مرات القطر الصغير الخاص بها على أن تكون متحملة للقوة والأحمال والضغط الواقع عليها.
⦁ وهناك تعريف العمود في المنشآت الذي يعتبر دعامة رأسية أو الأعمدة التي يتم تحميل المبنى عليها.
⦁ البعض يرى أن العمود ما هو إلا قائم رأسي مستقيم وقد يكون عبارة عن قطاع مربعاً او مستطيلاً او مستديراً او بيضاوياً يتم من خلاله رفع أو دعم كافة الإنشاءات والأحمال الثابتة والمتحركة.
يتم بناء العمود من مواد أساسية مثل الحجر أو الطوب أو الخرسانة أو الخشب أو المعادن.
ويتم تصميم العرض إلى الطول بناء على الأحمال الواقعة عليه.
من المؤكد أن طريقة البناء قد تغيرت كثيرا عن الماضي عندما كان المعماريون يحفرون الخنادق والتأكيد على الاتساع ومن ثم ً يتم ملأ الخندق بالرمال الجافة التي تمنع الحركات الجانبية التي تنتج عن الاحمال العلوية وفوق طبقة الرمال يتم اضافة طبقة من ثم طبقة من الكتل الحجرية.
العمود في الحالة العادية يتكون من:
⦁ القاعدة وهي الجزء السفلي من العمود
⦁ البدن وهي صلب الارتكاز وهو ذلك الجزء الممتد من قاعدة العمود حني التاج الموجود أعلى العمود
⦁ التاج وهو قمة العمود واهم وظائف التاج هو زيادة ثبات العمود.
⦁ الوسادة هي الجزء الحجري الذي يفصل بين قمة التيجان وبين الاعتاب العليا الافقية الموجودة فوق العمود.
⦁ العتب والوسائد الحجرية المربعة والدعامة أو عمود الارتكاز.
من المهم هنا ملاحظة أنه عند دراسة العمارة الدينية في مصر القديمة يظهر أن الاعمدة من الأساسيات المنتشرة في كل مكان من المعبد.
وهنا يظهر التصنيف العام للأعمدة وهي:
⦁ اعمدة ذات أصل نباتي
⦁ اعمدة ذات أصل هندسي
⦁ أعمدة ذات الرموز الدينية
لقد أصبحت الاعمدة سمت من سمات المعمار الحديث المستخدم في التزيين والديكور وكذلك بغرض رفع الأحمال والبنايات والأسقف وخاصة في المساحات الواسعة مثل ساحات المساجد والكنائس وغيرها من الاستخدامات وقد أصبحت كذلك من المعالم البنائية للعديد من البنايات والواجهات وخاصة في الأبنية الكلاسيكية وساحات القضاء والمحاكم والمباني الأثرية والمتاحف وغيرها من المنشئات.
ومع التطور في الحياة تغيرت العناصر والمواد الأساسية المستخدمة في بناء الأعمدة فبدلا من استخدام الأحجار والصخور انتشر الآن صناعة وبناء الأعمدة باستخدام الخرسانات وحديد التسليح والتغطية باستخدام الجبس وغيره من مواد الكساء والتلوين.
وقد انتشر الابتكار في تصميم الأعمدة بشكل عام وهناك العديد من الاستخدامات المعاصرة التي تتميز بالجاذبية والجمال والتركيز على الديكورات والشكل الجمالي المناسب للحيز والمساحة والمكان.
ومن مواد صناعة وبناء وتشييد الأعمدة الخارجية المعمارية – وتحديدا المتعلقة بالديكورات – مادة الـ جي آر سي وهي المادة الحديثة المستخدمة في صناعة الهياكل والمجسمات والتيجان الخاصة بالأعمدة وغيرها من الاستخدامات.
ومن المهم معرفة أن تلك المادة قد أصبحت الاختيار الأول والأمثل بين كافة مواد البناء لتكسيه وصانعة العمدان سواء المستخدمة في الديكورات أو غيرها من الاستخدامات.
تلك المادة تتميز أنها
⦁ خفيفة الوزن وهذا ما يجعلها مناسبة للمباني والأعمدة ذات الحجم الكبير حيث لا تسبب زيادة في الأحمال بشكل كبير
⦁ الـ جي آر سي مادة تمتاز بسهولة التشكيل والصباغة وهذا ما يتيح تعدد الأشكال الناتجة عنها والتعمق في التجميل والزخرفة
⦁ المادة من المواد التي تعمل على استقبال الألوان وكافة أنواع الدهانات المختلفة مما يجعلها مناسبة لكافة أغراض الديكور
⦁ تلك المادة صناعية تم ابتكارها للمساعدة على مواجهة العوامل الخارجية المؤدية للتأكل والتلف ولذلك تعتبر تلك الاعمدة الحديثة الآن لديها قدرة أكبر على مقاومة العوامل الجوية المختلفة.
وعلى كل حال من المؤكد أن صناعة وتشييد وبناء الأعمدة واحدة من الحرف الصعبة المعقدة التي تحتاج إلى مهارة عالية وحسابات خاصة قد تطورت كثيرا مع الوقت والزمن والثقافات.
لقراءة المزيد عن العناصر المعمارية وعن الأنماط المعمارية بشكل عام فبإمكانك الإطلاع على قسم مقالات سرايا
شارك الصفحة
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة سرايا الذوق الراقي © تصميم ديزلاين