في هذا المقال نستعرض سويا مفهوم العمارة المعاصرة وخاصة في مجال تصميم الواجهات وأعمال تشطيب المباني وكيف تطورت العمارة والهندسة المعمارية في القرن الواحد والعشرين.
في الحقيقة لا يوجد نمط واحد أو مجموعة محددة من الأنماط يمكن أن نطلق عليها الأنماط الأساسية أو أن لها الهيمنة في المجال، بل يعمل المهندسون المعماريون المعاصرون بشكل متواز على التجديد والتطوير وخلق العديد من الأنماط المعبرة عن شخصيتهم ويمكن أن نقول هنا أن كل الأنماط الجديدة والمعاصرة غنما هي مستمدة من عشرة أنماط قديمة مختلفة.
ومن المثير للدهشة هو أن تصميمات المباني المعاصرة تعتمد بشكل كبير على عامل الجذب والاختلاف والتميز وكثيرا ما نجد ونصادف تلك التصميمات التي تثير الدهشة.
بعض التصميمات تتميز بوجود هياكل خرسانية ملفوفة في شاشات زجاجية والبعض يعتمد على الأعمدة المصنوعة من الألومنيوم.
ومن المهم لفت النظر إلى أن تلك الظاهرة مستحدثة فكل الآثار الهندسية الرئيسية في مجال المعمار الحديث وخاصة في القرن العشرين قد ارتكزت على الأنماط الحديثة المستخدمة غالبا في الولايات المتحدة الامريكية وفي أوروبا الغربية.
يمكن القول أن العمارة المعاصرة في طريقها إلى العالمية وعليه فقد تم بناء العديد من المباني الجديدة والهامة في الصين وفي روسيا وكذلك في أمريكا اللاتينية.
ولا يمكن إغفال دول الخليج العربي التي أصبحت واحدة من مراكز العمارة المعاصرة وبشكل خاص بعد أن تم تشييد برج خليفة في دبي الذي هو أطول مبنى في العالم في عام 2016.
ومن الملاحظ أن معظم معالم العمارة المعاصرة هي مجرد أعمال لمجموعات صغيرة من المهندسين المعماريين الذين يعملون على نطاق دولي من خلال العمل الحر أو المستقل.
من المهم ملاحظة أن واجهة المنزل أو المبنى بشكل عام تعتبر من الأشياء التي يلتفت لها الكثير من الناس فمما لا شك فيه ان الجميع يريد للواجهة أن تكون جميلة و مناسبة للذوق العام وعلى الرغم أن البعض يبحث عن التصاميم المميزة والغير التقليدية ولكن بشكل جمالي، وهنا يكمن دور المعماري الناجح في الموازنة بين متطلبات العميل وعمل تصميم جميل للبيئة المحيطة.
وحتى يمكن أن نتعرف بشكل أكثر وضوحًا عن أنماط التصميمات المعمارية يجب الرجوع بالتاريخ إلى القديم وتعريف ما هو السكن وكيفية تطور المنازل والمساكن.
ويمكن أن نعود بالوراء إلى بدء الخليقة حيث نجد الإنسان الطبيعي في حركة وسعي دائم من أجل تلبية كافة إحتياجاته من المأكل والمشرب والمسكن وهو المكان الذي يأوي إليه.
والسكن هو المكان الذي يمكن للإنسان أن يعيش فيه وقد بدأ الإنسان في البداية معيشته في الكهوف ولقد اتخذها مساكن له جاهزة.
ومع الوقت بدأ ينتشر في الأرض ويحاول أن يتفاعل بشكل أكبر مع البيئة ومعطياتها من صخور وأشجار ونباتات حتى وصل إلى الوضع الحالي وهنا يمكن أن نقول أن البيئة هي العامل الأول الذي والفاعل الرئيسي المحرك للتصاميم وأنماط التصميم.
ومع إنتشار الإنسان بشكل ديموغرافي أكثر وتنوع البيئة من مكان إلى أخر تطور العمران وبرزت العديد من الطرز والأنماط المعمارية المختلفة التي تعبر عن كل شعب وكل بيئة وكل فترة زمنية.
وهنا في ذلك الوقت وتحديدا بعد أن أنتشر التصميم المعاصر في كل أنحاء الأرض يمكن أن نقول أن الطراز أو النمط المعاصر يتميز بالعديد من المميزات وأشكال وهي:
واحد من أروع وأهم التصميمات الناجحة هو جناح Quadracci في متحف ميلووكي للفنون في ميلووكي بولاية ويسكونسن.
جاء بهذا التصميم المهندس المعماري الإسباني سانتياغو كالاترافا وهو يشمل هيكل من السلال المتحركة الشبيهة بالأجنحة.
تنفتح الأجنحة على ارتفاع 217 قدمًا (66 مترًا) أثناء النهار، وهي قابلة للطي فوق الهيكل ليلاً وأثناء الطقس السيء.
وهناك مبنى Casa da Musica في بورتو، في البرتغال والذي قام بتصميمه المهندس المعماري الهولندي ريم كولهاس (2005).
هو المبنى الفريد من نوعه بين كافة قاعات الحفلات الموسيقية حيث تم صناعته بالكامل من الزجاج.
وحول هذا البناء كتب نيكولاي أوروسوف الناقد في مجال الهندسة المعمارية من صحيفة نيويورك تايمز
“إن الشكل الخرساني المنحوت للمبنى، الذي يرتكز على سجادة من الحجر المصقول، يشير إلى انفجار قنبلة على وشك الانفجار. وقد أعلن أنه في أصالته كان أحد أهم قاعات الحفلات الموسيقية المبنية في ال 100 سنة الماضية”
وفي مجال ناطحات السحاب لا يمكن الإسترشاد بمثال قوي وواضح مثل برج خليفة في دبي ، الإمارات العربية المتحدة هو الأطول في العالم كله.
تم تصميم الهيكل الأساسي من الخرسانات المسلحة وقد قام بتصميم برج خليفة المصمم أدريان سميث الذي كان المهندس المعماري الرئيسي في برج جين ماو وفي برج بيرل ريفر وكذلك في برج ترامب إنترناشونال.
النمط المعاصر في تصميم واجهات المباني إتجاه عالمي جديد يعتمد على الإبداع والرؤية الهندسة والفكرة التي أصبحت الآن أغلى من الذهب نفسه.
العمل على فهم النمط المعاصر لن يجد مردود أقوى من العمل على تقوية الحس الإبداعي والإدراك بأن البيئة هي العامل الرئيسي والأساسي في الإبداع.
البساطة والإبداع فيها أصبحت سمة المجتمعات الحالية وهذا ما يعمل النمط المعاصر على ترسيخه دون تكلف.
لقراءة المزيد عن النمط المعاصر وعن الأنماط المعمارية بشكل عام فبإمكانك الإطلاع على قسم مقالات سرايا
شارك الصفحة
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة سرايا الذوق الراقي © تصميم ديزلاين